منتديــــــــــــــــــات فـــــــــم الحصــــــــن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تلاشت الصداقة في عصر الماديات.. هل جربت ذلك؟؟

اذهب الى الأسفل

تلاشت الصداقة في عصر الماديات.. هل جربت ذلك؟؟ Empty تلاشت الصداقة في عصر الماديات.. هل جربت ذلك؟؟

مُساهمة من طرف anarouz الأربعاء 30 أبريل - 4:49

أقبلتْ من بعيد... تجرُ أذيال الحزن والأسى.. تحاول أن تبحث بين العيون..
عن نظرات تحتضنها.. عن نظرات تنتشلها من الأسى..
لم تجد بين العيون شيئا..
. . .
بلى قد وجدتْ... إنه السراب..
سراب العواطف.. وبرودة المشاعر.. وجليد الأحاسيس..
الكل صار يلبس أثواب الجليد.. والكل صار يعشق أزياء الثلج الصاقعة..
الشمس تتوسط السماء.. والحرارة تنبعث عبر كل الأرجاء..
لكن المشاعر باردة.. جامدة..
تُغلفها أطنان من السراب.. والخيالات...
اقتربتْ أكثر.. صارتْ الأجساد تبدو أقرب مما كانت عليه..
صارتْ قاب قوسين أو أدنى ممن كانوا في تلك الأيام صديقات..
حاولتْ أن تُجهز بين صفحات وجهها نظرات الفرحة والاهتمام..
وأن تقدم بين ثنايا شفتيها ابتسامة صادقة..
لكنها رأت كسوتهم اللامبالاة.. وأقنعتهُم اللااهتمام..
سبحتْ في فكرها هنيهة.. لتتذكر ما كان وما مرّ في سراب الأيام..
دعواتٌ باستمرار العلاقاتِ.. وتمنياتٌ ببقاء أواصر المحبة..
مرحُ.. ولهوٌ.. في أحلى الأيام..
وبحث عن المستقبل في ثنايا أوراق الحاضر..
..صار كل الماضي مجرد سحابة.. عصرتها البروق والرعود..
فأمطرتْ وسقتِ الأرض والبساتين.. وذهبت من غير رجعة..
وصارتْ الأيام كلها صيفا حارقا..
لا ماء فيه.. ولا مطر.. ولا هواءا عليل..
لم تكن تعلم أنها ستحس يوما بمشاعر السذاجة..
وبأنها يوما ستندم على قرار أصدرته..
ترى هل كل أيام الصداقة تلك كانت مجرد أوهام..
وهل القلوب تحجرت حتى غابت كل مشاعرها وغدت قاسية كصخرة في جبل عال..
ليستْ تهم تغيرات الحياة..
ولا ما لفّ الدنيا من قسوة وبرودة..
بل المهم هو أن من صادقتهُمْ يوما أصيبوا بعدوى القسوة.. والبرودة..
لم تكُنْ تعلم أن هذا الوباء سيحل على من اختارتهم..
وخاب ظنها.. لأنها لم تُحسن ذات يوم الاختيار..
كانت تظن نفسها لا تقع إلا على طيب.. ولا تزرع إلا وردا..
لكن الأيام بينت أنها زرعت وردا وحصدت شوكا..
لماذا كلما أخلصنا النية في أمر من أمور الحياة.. إلا وقوبلنا بضده..
لماذا نزرع الحب.. ونحصد الوداع..
لماذا نغرس الوفاء.. ونحصد الجفاء..
لماذا كلما أعطينا أكثر.. فقدنا أكثر..
إنها تنظر بتمعن.. بعينين ثاقبتين... لا تحتاج إلى نظارات..
فعينها المجردة أصبحت ترى ما وراء النظرات..
أصبحوا متغيرين... كل من حولها أصابهم الجفاء..
وأصابتهم عدوى الخداع..
إنها لغة العصر اليوم.. الجفاء.. وقتل الوفاء.. وطمس معالم الرجاء..
أخذتْ تحاول تصديق هذا الواقع المر.. وبدأت تمسح غشاوة الأمل من عينيها..
وأخذت نتسحب ببطء من عالم الحياة..
وصارت الرفقة تتجلى أمام شاشة كمبيوتر.. وفأرة.. وعالم المنتديات..
صعب أن تُبدل ماء الحياة بشلالات الافتراض..
وصعب أن تجد مشاعر الأخوة على صفحات الردود والمواضيع..
ولا تجدها على صفحات وجوه الأحباء من حولك..
وداعا يا من حسبتهم صديقات..

anarouz
عضو مبتدئ

عدد الرسائل : 217
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 03/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى