للمرة الثانية في ظرف وجيز تعرض طلاب كليات مراكش وحيها الجامعي لقمع وحشي. فبعد هجوم قوات القمع على مسيرة الطلاب إلى المستشفى يوم 26 ابريل احتجاجا على تسمم 24 منهم بأكلة فاسدة بمطعم الجامعة، شهدت المنطقة الجامعية بمراكش يومي 14 و15 مايو حربا حقيقية على نضال الطلاب. فقد تدخلت كل صنوف قوات القمع بكل عدتها من رصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع واليات مطاردة وضرب ضد مسيرة طلابية غايتها مناقشة المطالب مع رئاسة الجامعة، تدخلا أهوجا أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والى اعتقالات كثيفة. كما كانت جامعات القنيطرة و اكادير عرضة لعمليات قمع لها نفس الهدف، هدف إسكات الطالب المغربي وفرض واقع ومستقبل مظلمين عليه.
هذا ما ترد به الدولة على رفض شباب المغرب للكارثة التي حلت بالتعليم الجامعي من جراء الإذعان لأوامر مؤسسات امبريالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي هدفها تحطيم مكاسب الكادحين الاجتماعية وجعل التعليم، وباقي الخدمات الاجتماعية، مجالا للربح.
وفي الآن ذاته يتواصل البطش اليومي بالشباب المطالب بالعمل، سواء بشوارع العاصمة ضد مجموعات الأطر، أو في كافة أرجاء المغرب ضد مناضلي الجمعية الوطنية للمعطلين.كما تواصل آلة استئصال العمل النقابي بالقطاع الخاص عملها بطرد النقابيين فور اعلان تأسيس نقابة، وزج قادة النضالات في السجن بتهمة عرقلة حرية العمل [الفصل 288 من القانون الجنائي]، وتتربص الدولة بحق الإضراب سعيا إلى إلغائه العملي. و تتصدى أجهزة القمع لاحتجاجات فقراء القرى المطالبين بطرقات تفك العزلة وبنيات اجتماعية أساسية مثل المستوصف والمدرسة، ولحركة النضال ضد غلاء المعيشة والدفاع عن الخدمات العمومية. باختصار تصر الدولة على الاستمرار في سياسة معادية لأغلبية المغاربة الساحقة، خدمة لمصلحة الرأسمال الامبريالي و حليفه المحلي، وتقوم بتجريم النضال الاجتماعي بمختلف أشكاله، و بإبقاء حرية التعبير والتظاهر والتنظيم حبرا على ورق.
ان النادي العمالي للتوعية والتضامن، ونادي التثقيف العمالي، وجمعية اطاك المغرب، بصفتها جمعيات تثقيف شعبي وتضامن نضالي، ترفع صوتها لكشف هذه الجرائم المقترفة بحق الأغلبية الشعبية، و تؤكد عزمها على مناصرة كافة ضحايا الظلم والطغيان، و تكثيف جهودها الميدانية بقصد مزيد من تنظيم قوى التصدي لكل التعديات على
حرية العمل النقابي والسياسي، وعلى المكاسب الاجتماعية، ومن اجل الفوز بمكاسب حقيقية تحسن ظروف عمل وحياة الأغلبية.
ان وقف الهجوم الكاسح على كل ما هو اجتماعي وإلقاء ملايين إضافية من المغاربة إلى مصائب البطالة والبؤس وانعدام الأمان الاجتماعي، لن يمكن إلا بعمل وحدوي يلف قوى النضال بمختلف الجبهات ويشيع علاقات ديمقراطية حقيقية بينها، وتدبيرا سليما للاختلاف. لا منقذ للجماهير الشعبية غير تطوير قدرتها على الكفاح، ولا كفاح ظافر الا بالوحدة والديمقراطية.
لا للقمع ، لا للاستبداد
الحرية فورا للطلبة المعتقلين بمراكش ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم المقترفة ضد الطلاب
التلبية العاجلة لمطالب الطلاب الدراسية والمعيشية
الحرية النقابية والسياسة التامة بالجامعة وخارجها
اكادير 19 مايو 2008
النادي العمالي للتوعية والتضامن- ايت ملول
نادي التثقيف العمالي- انزا – اكادير
جمعية اطاك المغرب - اكادير