وقد هرع كبار مسؤولي الشرطة إلى مكان الاعتصام لمطالبة الشباب المكافح برفعه، ولقووا الرفض والمطالبة بمفاوضين من العاصمة بعد أن فقد المسؤولون المحليون كل مصداقية نتيجة ثلاث سنوات من الوعود الكاذبة. [ انظر مقالات متابعة كفاح ايفني بموقع المناضل-ة بانترنت]
وقد عبر المواطنون عن تضامنهم مع المعتصمين بمدهم بما يحتاجون من مأكل ومشرب، وتدل الأجواء المخيمة بالمدينة عن استعداد شعبي كبير لاستئناف التعبئة الجماهيرية من اجل الحق في العمل والمطالب الخمسة التي تبلورت إبان كفاحات 2005 المجيدة. وهي للتذكير:
1. إحداث عمالة سيدي إفني- آيت باعمران وإلحاقها بجهة الصحراء.
2. خلق مناصب شغل للمعطلين من أبناء المنطقة على غرار الأقاليم الصحراوية.
3. إتمام الميناء وإيجاد حل حقيقي ونهائي له.
4. إتمام الطريق الساحلي إفني- طانطان.
5. توفير الأطر الطبية وتحسين جودة الخدمات الصحية مع إلغاء التسعيرة.
هذا وقد قضى الشباب المكافح الليل بالمعتصم، وابدوا عزما قويا على مواصلة حركتهم وتوسيعها حتى تحقيق المطالب، مؤكدين ان ما جرى طيلة السنوات الثلاث الماضية من رفع الأشكال النضالية نزولا عند طلب السلطات التي تعد دوما بالحوار لن يتكرر وان النضال مستمر حتى تحقيق غاياته. ويلاحظ لحد كتابة هذه السطور [ التاسعة من صباح 31 مايو2008] انعدام أي ظهور لقوات القمع بقرب المعتصم ولا بأي مكان بالمدينة، وطبعا ليس الأمر إلا ثريتا حتى اتضاح مدى احتضان كادحي ايفني للحركة النضالية المنطلقة أمس، لا سيما انه كان لقوات القمع تجربة مريرة مع شباب ايفني في حي بوعلام عند محاولة تشتيت الاحتجاج الشعبي بالشارع بالعصا يوم 7 غشت 2005، وانتهى ذلك الى فشل ذريع. وقد يكون أي تدخل قمعي ضد الشباب المعتصم شرارة انفجار بركان سيدي ايفني العظيم. إن التحرك النضالي لشباب ايفني يدعو جميع المناضلين، نقابيين وسياسيين، وناشطي حقوق الانسان، ومناهضي العولمة الرأسمالية، وقوى اليسار الى الإسراع لنصرة هذا النهوض الجديد وفك الحصار الاعلامي عنه لتتوفر شروط تطوره الى المستوى الكفيل بتحقيق المطالب الشعبية، لما يشكله ذلك من دعم للنضال الشعبي بباقي جهات المغرب.
ان توسيع الحركة المبتدئة أمس لتشمل كل الكادحين والكادحات، عمالا وموظفين ، وتجارا صغارا وحرفيين ، وشباب المدارس، والنساء، وتنظيمها بشكل ديمقراطي، هما الكفيلان، علاوة على التضامن من مدن اخرى، بضمان الظفر بالمطالب والسير نحو مزيد من المكاسب التي تحسن أوضاع عمل وعيش كادحي وكادحات ايفني.
فإلى الأمام دوما ... حتى النصر
جريدة المناضل-ة
31- مايو 2008